ام المعونة
مدرسة ام المعونة في الموصل..صرح تربوي كبير بهنام سليم حبابة ( بتصرف) بعد ان كثر عدد المسيحيين في منطقة الدواسة الحديثة بالموصل سعى الكلدان بفتح مدرسة أهلية في تلك المنطقة ورد في كتاب ( خواطر) الخوري داود رمّو المطبوع ن – ص 354 وما. بعدها ( أنه في ابتداء شهر تموز 1944 بوشر بتحويط الارض التي أقيمت عليها مدرسة وكنيسة أم المعونة الدائمة . وفي 15 آب 1944 وضع غبطة البطريرك مار يوسف عمانؤيل الثاني) الحجر الأساس للبيعة باحتفال مهيب وتواصل العمل بجد وهمّة لا تعرف الكلل , ويوم أحد السعانين 1946 في 14 نيسان كمل بنيان الكنيسة وفتحت بوجه المؤمنين وأقيم القداس الأول بعد تبريكها كانت المدرسة أهلية ومختلطة للبنين والبنات مع صفين للروضة والتمهيدي للاطفال . أما الإجازة بفتح المدرسة الأهلية فقد صدرت عن وزارة المعارف ( التربية) باسم المدير المسؤول الخوري سليمان صائغ . وكانت الإدارة تستوفي أجورا زهيدة من التلاميذ والتلميذات لتغطية نفقات المدرسة ورواتب المعلمين والمعلمات وخدمة الراهبات مجانية . وكانت المدرسة تشارك في الفعاليات والسباقات الرياضية وفي مهرجانات الربيع السنوية . كما تهتم بالإحتفالات الدينية ومناسباتها كالإحتفال بعيد السعانين وغسل أرجل التلاميذ . وعيد الكنيسة ( أم المعونة) واحتفال التناول الأول . كل ذلك باهتمام الراهبات الفاضلات. وقد تميز في خدمة المدرسة والكنيسة الأخوات الراهبات فيرجين ومباركة وأغنيسة وكذلك الأخت مجدولين شابو تلك الفاضلة والمقتدرة في التعليم والإدارة مع خدمة الكنيسة سنين عديدة نهضت خلالها بتربية المئات من التلاميذ والتلميذات هذا وبعد تأميم المدارس الأهلية في العراق عام 1974 حاول البعض الإستيلاء على بناية مدرسة أم المعونة بحجة التأميم فتصدى لهم القس فرج رحو ( مطران الموصل فيما بعد 2001-2008) تصديا مستميتا حتى تمكن من انقاذ المدرسة من الإستملاك بدليل وقوعها ضمن حرم الكنيسة ( أم المعونة) ولا يمكن الفصل بينهما ! كذلك بعد التأميم أبدلوا اسم المدرسة ( أم المعونة) وجعلوا اسمها ( أور). انما بعد أحداث سنة 2003 أعيد إلى المدرسة اسمها القديم ! أم المعونة المختلطة . وان القس ( المطران والبطيريرك فيما بعد) لويس ساكو كان في سنوات خدمته لأم المعونة قد أجرى اصلاحات جذرية على الكنيسة داخلا وخارجا . وعلى بناية المدرسة باصلاح وإضافات وفتح لها حانوتا تعاونيا . وظلت ( مدرسة أم المعونة المختلطة) قائمة بواجبها ( حتى دخول داعش) رغم تناقص عدد التلاميذ المسيحيين ففي السنوات الاخيرة . لم يتجاوز عددهم الأربعين بينما كان في السنين الماضية يزيد على 300 تلميذ وتلميذة وقد تعاقب على ادارة المدرسة بعد التأميم ( وبعد تقاعد الأخت مجدولين) المديرات :سهيلة شفيق بولس رحمها الله . ويازي والهام يعقوب رفو الشيخ ووفاء نافع سموعي و هيام وعد الله ايليا وقد تميزت في المدرسة وخدمة البيعة المديرة وسامة متي حنا . ومن المعلمين الذين خدموا في المدرسة قبل تأميمها اذكر : سفر المختار وسعيد اسطيفان وكامل كادو وعابد اسمرو وغيرهم. وبعد التأميم كانت مديرية تربية نينوى تقوم بتعيين المعلمات والمعلمين للمدرسة مثل المدارس الرسمية الحكومية الأخرى . وكانت العطلة ولاتزال يومي الجمعة والأحد. أما صف الروضة وصف التمهيدي فكانا عامرين بالأطفال برعاية الراهبات الفاضلات دون تمييز بين الملل والنحل . وما أجمل الذكرى التي يكنها إلى اليوم الأستاذ الدكتور سيار كوكب علي حسين الجميل لمربيته في روضة أم المعونة الراهبة أغنيسة . وقبله الباحث والمؤرخ بسام أدريس الجلبي المعجب والفخور بمربيته الفاضلة الراهبة مباركة توما وقال لي يوما : كنت أتمنى أن أرى تلك الراهبة الأم لأقبل يدها اعتزازا بجميلها . هذا وقد أنهى الإبتدائية في أم المعونة مئات التلاميذ منذ نصف قرن وإلى اليوم . منهم صيادلة وأطباء ومهندسون ومحامون وأساتذة وتجار وصحفيون وصنائعيون وغيرهم . أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : الطبيب الأخصائي جوزيف وديع رسام الشهيد المأسوف عليه . والدكتورة ندى ثابت والدكتور كرم حازم فيليب واولادنا الأعزاء ( سيرين – ترجمة وسالم – زراعة وستيلا – قانون وجورجينا – هندسة ومنهل – ادراة واقتصاد ) ونصرت فائق حبابة – هندسة . كذلك أنهى الإبتدائية في أم المعونة د. مرح فخري خلف طبيبة ونعم نجيب يوسفاني طبية اسنان واختها المهندسة نادية واخوها المهندس نصير ود. سحر عبد الأحد ( بيطرية) وفنار جورج رحماني ( مهندسة) وأنغام توما يوسف تربية). . الصديق ماجد كامل عزيزة صاحب جريدة نينوى التي تصدر في كندا وأميركا . هذا ولما كانت مدرسة أم المعونة واقعة في كنف كنيستها لذا كانت أنظار الآباء القس على المدرسة دائما . كان أولهم الخوري عمانؤيل ددي الذي خدم أم المعونة ست سنين ( 1955-1961) وكانت داره قرب الكنيسة وخلفه في الخدمة القس الفاضل ميخائيل عزيزة نحو عشرين سنة ( 1961-1979 ) ومسكنه قرب الكنيسة ايضا . وكان رحمه الله العين الساهرة على الكنيسة والمدرسة . وبعد وفاته بتاريخ 11/1/1979 . جاء للخدمة الكاهن النشيط د. لويس ساكو الذي خدم الرعية والمدرسة على مرحلتين سنين عديدة وخدم القس فرج رحو أم المعونة نحو خمس سنين وبعد ذلك خدمها القس صباح كمورا وجليل منصور لماذا اسم أم المعونة ؟ في سفره الأخير إلى روما سنة 1937 كان البطريرك مار يوسف عمانؤيل الثاني قد مرض فالتجأ إلى العذراء أم المعونة طالبا شفاعتها واعدا إياها بنشر اسمها المبارك لتكريمه لدى أبناء كنيسته الكلدانية . وبعد شفائه وعودته إلى البلاد أوعز بنشر كراس يحكي قصة وتاريخ أيقونة العذراء أم المعونة . وقد انتشر خبرها في تلك الأيام.